بسم الله الرحمن الرحيم
بيوت المسلمين كثر فيها الفتن و المحرمات و المشاكل,إلا من رحم ربي
و لكل مخالفة عقوبة
كما أن لكل طاعة ثواب
بل و هناك بيوت ليس فيها الرحمة
فتجد الكبير لا يرحم الصغير و لا يقبله و لا يلاعبه
و لا يعلمه
بل و قد تجد ليس هناك لغة حوار بين أفراد الأسرة
بل و لا حتى الأدب مع بعضهم البعض
لدرجة أنك قد تدخل بيت تجد الرجل فيه
متزوج من امرأة منذ أكثر من خمس و عشرون سنه
و لهم ستة بنات و ولد
و لم يقل لها أبداً
أحسنتِ
كلمة بسيطة
و لكن
لهذه الدرجة صرنا لا نحسن معاملة زوجاتنا
لهذه الدرجة صرنا نأكل حقوقهن
لهذه الدرجة صرنا نظلمهن
هل يستطيع أحد تخيل هذا الزواج؟
هل يستطيع أحد تخيل إلى أي حد ظلمت هذه المرأة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ
و أحرج أي أي أضيق على الناس في تضييع حقهما وأشدد عليهم في ذلك واحذر من ذلك تحذيرا بليغا وازجر عنه زجرا أكيدا
هل يتخيل أحد وقع الكلمة في نفوس الناس؟
بل في نفوس زوجاتنا و أولادنا
بل هل تتخيل لو أن زوج يقول للزوجة
أحسنتِ
أو
جزاكِ الله خيراً
شكراً يا عزيزتي
يا زوجتي
يا أم اولادي
يا حبيبتي
قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ " .
لا أقول للطعام فقط
بل كلما أحسَنَتْ
بل و كلما نطقت بالحق
استمع لها
و ناقشها
و لا تهمل كلامها أو لا ترد عليه
و أقبل نصيحتها
و إن لم يعجبك لا تعارضها معارضة الرجل للرجل
أو معارضة الرجل للعدو
اتقى الله
بل عارضها بكلام مهذب
طيب
رقيق
قل لها إن شاء الله سافكر في رأيكِ و افعل ما فيه الخير
و لو كان في الغضب رعاك الله
نعم ان شدّت لَنْ أنت
و ان حزنت أسعدها أنت
و ان بكت امسح دموعها بيدك أنت
و ان وضعت رأسها بين يديها خذ يديها و ضعها بين حضنك أنت
اشعرها أنك دُنيتها الواسعة
و ان ضاقت بكم الدنيا
و اشعرها انك سعادتها
و ان تكاثرت عليكم التعاسة
و اشعرها بالحب و ان كرهكم الناس
و دائماً طمئنها و ان لم يكن من ضيقتكم مخرج
ألم يصلك قول النبي صلى الله عليه و سلم
" بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا "
فإن قالت أنت لا تعلم الغيب
قل لها ظني بالله حَسن
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قَالَ اللهُ عز و جل أنا عِندَ ظَنِّ عَبدي بي,فَليَظُنَّ بي ما شاء الله
كُن لها خير زوج و خير ناصح
كن لها حبيب
حبها و تغزل فيها
كن نبع حب و حنان و رحمة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارحَمُوا مَنْ فِي الاَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ
و دائماً أوصي أولادك بها
و كبّر شأنها في أعينهم
و ذكرهم بحقها عليهم و عليك
اجعلها تشعر أنها ملكة
و بحق هي ملكة لا يستغني عنها الزوج و الولد و الدار
و أدع الله لها في صلاتك
و أطلب منك أن يعينك على سعادتها
و أن يبركما أولادكم
فقلد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
مَنْ دَعَا لأخَيهَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ
فكيف بمن دعا لزوجته
قال الله جل و علا
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين
هذا من جملة ما يدعو به عباد الرحمن ، الذين ذكر الله أوصافهم في آخر سورة الفرقان ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ) إلى أن قال ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ).
( هَبْ لَنَا ) يعني أعطنا و( الأزواج ) جمع زوج ، وهو صالح للذكر والأنثى
فهذا الدعاء ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) كما هو صالح للرجال صالح للنساء أيضاً .
( قُرَّةَ أَعْيُنٍ )
في المرأة أنك إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وفي ولدك ، وإذا بحثت عنها وجدتها قانتة لله
( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )،
فهذه تسر زوجها .أهـــ
((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))