الموقف الثامن
النبى والأراشى
قدم رجل من أراش ليبيع إبلاً له بمكة فاشترى منه أبو جهل الإبل بثمنها وماطله فى الدفع فنادى الرجل فى الناس فقال: يا معشر قريش من رجل يؤدينى على أبى الحكم بن هشام فإنى رجل غريب ابن سبيل وقد غلبنى على حقى؟ فدله الناس على النبى - صلى الله عليه وسلم - وهم يهزءون به لما يعلمون بينه وبين أبى جهل من العداوة فتوجه الرجل إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحكى له ما كان من أبى جهل وناشده أن يأخذ له حقه فقام معه رسول الله إلى أبى جهل وطرق عليه بابه فخرج ممتقع اللون وطلب منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حق الرجل فد فعه إليه وانصرف وكان المشركون قد بعثوا وراءه من يأتيهم بالأخبار فحكى لهم ما كان من أبى جهل، ولم يلبث أبو جهل أن جاء فقالوا: ويلك ما لك؟ والله ما رأينا مثل ما صنعت قط! قال: ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب على بابى وسمعت صوته فملئت رعبا ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط والله لو أبيت لأكلنى .
يا حبيبي يا رسول الله