]الموقف الخامس
نسمـــات يثـــــرب
مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعقبة منى , فسمع اصوات رجال يتكلمون فعمدهم حتى لحقهم , وكانوا ستة نفر من شباب يثرب , كلهم من الخزرج وهم :
أسعد بن زرارة (من بنى النجار)
عوف بن الحارث بن رفاعة , ابن عفراء (من بنى النجار)
رافع بن مالك بن العجلان (من بنى زريق)
قطبة بن عامر بن حديدة (من بنى سلمة)
عقبة بن عامر بن نابى (من بنى حرام بن كعل)
جابر بن عبد الله بن رئاب (من بنى عبيد بن غنم)
وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة أن نبياً من الأنبياء مبعوث فى هذا الزمان , سيخرج فنتبعه , ونقتلكم معه قتل عاد وإرم .
فلما لحقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج , قال : من موالى اليهود ؟ أى حلفائهم , قالوا : نعم . قال أفلا تجلسون أكلمكم ؟ قالوا : بلى . فجلسوا معه , فشرح لهم حقيقة الإسلام ودعوته , ودعاهم إلى الله عز وجل , وتلا عليهم القرآن . فقال بعضهم لبعض : تعلمون والله يا قوم , إنه للنبى الذى توعدكم به اليهود , فلا تسبقنكم إليه فأسرعوا إلى إجابة دعوته وأسلموا .
وكانوا من عقلاء يثرب , أنهكتهم الحرب الأهلية التى مضت من قريب , والتى لا يزال لهيبها مستعراً , فأملوا أن تكون دعوته سبباً لوضع الحرب , فقالوا : إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم , فعسى أن يجمعهم الله بك , فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك , ونعرض عليهم الذى أجبناك إليه من هذا الدين , فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك .
ولما رجع هؤلاء إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام , حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .