بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب " منهاج المؤمن "
للمؤلف الدكتور / مصطفى مراد
عضو الهيئة التدريسية بجامعة الأزهر - مصر
وعضو لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية
والمدرس بمعهد إعداد الدعاة
/
\\
/
" المقدمة "
الحمد لله الأمور كلها تصدر عن مشيئته ، والخلق و الامر كله له ، والقلوب والألسنة كلها بيديه يقلبها كيف يشاء فتطيعه ،
ولا يعلم ما عنده غيره وهو الذي كلم البحار ففهمت قوله ، وامرها ففعلت أمره ، وحدد عليها حدوداً فلم تعدوا حده ،
وتاتي بأمواج كالجبال ، فاذا بلغت حده ألبسها مذلة لطاعته وخوفاً واعترافاً لأمره .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، سبحانه ، يعوض عن كل شيء سواه ، ولا يعوض عنه شيء ،
ويغني عن كل شيء ولا يغنى عنه شيء ، ويمنع من كل شيء ولا يُمنع منه شيء ،
ويجير من كل شيء ولا يجير منه شيء ، وهو فوق كل شيء وليس تحته شيء ،
أول قبل كل شيء و آخر بعد كل شيء ،
وظاهر فليس فوقه شيء ، وباطن فليس دونه شيء
وهو في كل شيء ولا كشيء في شيء ، وليس كمثله شيء ...
أصـبـحت ضيف الـله في دار الرضـا وعلى الكـريم ضـيـافة الضـيفـان
تعـفـو الملوك عن النزيل بسـاحـتهم كـيـف النزول بسـاحـة الرحــمن
يــا مـن إذا وقـف المـسـيء ببـــابـه سـتـر القـبـيح وجاء بالإحـســان
وأنا المسـيء وقد دعــوتك سـيـــدي تـعـفـو وتصـفح للـعـبـيد الجـاني
مـا زلـت أعــرف بالإسـاءة دائــمــاً ويـكـون مــنك الصـفـح والغفران
لـم تنــتقــصني ان أسـأت وزدتـنــي حـتـى كـأن إســاءتــي إحــســان
مـنـك الـتـفـضـل والتـكرم و الرضـا أنــت الإلـــه الــمـنـعـم الـــمـنــان
حــاسبـت نفسـي لـم أجد لـي صالحاً إلا رجـــائــي رحــمــة الــرحــمن
ووزنــت أعـمـالـي علـي فـلـم أجــد فــي الأمــر إلا خــفـــة الـمـيـــزان
وظــلـمتت نـفتسي فـي أموري كلها ويـحـي إذاً مــن وقـــفـــة الديــــان
يــا أيــها الإخـــوان إنــــي راحــــل مــهــما يـــطـتول عـمري فإني فاني
يــا رب ان لــم تــرض إلا ذا تـــقى مــن للـمــسيء الــمــذنـب الحــيران
نـوح الحمام على الغصون شجاني ورأى الــعــزول صـبـابـتـي فـبـكـانـي
إن الـحـمـام يـنـوح مـن ألـم النـوى وأنا أنــــوح مـــخــافــة الديـــــــــان
أنـا لا أضـام وفي رحابـك عصـمتي أنـا لا أخــاف وفــي حــمـاك أمــانـي
أنــا إن بـكيـت فـلن ألام على البـكا فلـطـالـمـا اسـتـغـرقـت فـي العـصيان
يــا واحـداً فـي مـلـكـه مـالـه ثـاني يــا مـن إذا قـلـت يـا مـولاي لـــبــاني
أعـصـاك تشـكرني أنسـاك تذكرني فكـيـف أنـسـاك يا من لـسـت تنـساني
وأشهد أن محمداً رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ..
هو صفوة الباري وخاتم رسله ***** يا أيها المستمسكون بحبله
إن تبتغوا أجراً يكون جزيلاً ***** صلوا عليه بكرة وأصيلاً
الله ادناه إليه وقربا ***** فعلا مقاماً لم ينله اولو النبا
وله يقول أبشر فأنت المجتبى ***** أهلاً وسهلاً بالحبيب ومرحبا
أنت الذي تستوجب التفضيلا ***** صلوا عليه بكرة وأصيلاً
ملأت نبوته الوجود وأظهرا ***** بحسامه الدين الصحيح فأسفرا
واستبشرت فرحاً ببعثته الورى ***** ومحا الضلال كما بذلك خبرا
نص الكتاب مفصلاً تفصيلاً ***** صلوا عليه بكرة وأصيلاً
والسحب لا تحكي عطاياه فما ***** أنداه بحراً بالسخاء واكرما
أنعم بمن أسنى الكمال له انتمى ***** مولاه قد صلي عليه وسلما
من لم يصل عليه كان بخيلاً ***** صلوا عليه بكرة وأصيلاً
أما بعد ...
فإن الإسلام منهاج حياة لا يترك المسلم لا يفعل ولا ينفعل ولا يؤثر ولا يتأثر في هذه الحياة بل يخاطبه في عمره كله في صغره وكبره وطفولته وشيخوخته ،
وقوته و ضعفه ، وشبابه وهرمه وغناه وفقره ، وقيامه وقعوده ، ونومه واستيقاظه ، وصحته ومرضه ،
وحربه وسلمه ، وحركاته وسكناته فهو منهج شمولي مثالي واقعي عالمي لا يعرف الإنعزال ولا الإنهزامية ،
ولا اليأس و لا السلبية ، فما جاء المسلم غلى هذه الحياة ليكون عبداً للشهوات والملذات ،
غارقاً في اوحال الموبقات ، بعيداً عن موقع القيادة والسيادة ، سائحاً في الشوارع والطرقات ، لايعرف له هدفاً ولا غاية .
/
\\
/