تصريح للتنكيل بالفلسطينيين

تصريح للتنكيل بالفلسطينيين
الخميس 20 صفر 1431 الموافق 04 فبراير 2010 تصريح للتنكيل بالفلسطينيين 1_2009426_4412

منذ أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن التجميد المؤقت للاستيطان شنَّ المستوطنون هجماتٍ غيرَ مسبوقة على الفلسطينيين في جميع أرجاء الضفة الغربية، وعلى الرغم من أن الحديث يدور عن تجميد متوهّم، على اعتبار أن البناء عمليًّا يتواصل، إلا أن المستوطنين وجدوا أنه يحق لهم المساس بالفلسطينيين وممتلكاتهم، وذلك تحت سمع ومرأى الحكومة الإسرائيلية، وزيرة التعليم الإسرائيلية في السابق شلوميت ألوني كتبت مقالًا على النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكدت فيه أن المستوطنين في الواقع ينفِّذُون سياسة غير معلنة للحكومة الإسرائيلية، وهذه ترجمة المقال:

رئيس الوزراء ووزير الدفاع أعلنوا أنهما جمَّدا أعمال البناء في المستوطنات لمدة عشرة أشهر، وهما يعيان جيدًا أن هذا التجميد متوهم وليس حقيقيًّا، بالإضافة إلى أنهما يخطِّطان لإقامة مشاريع بناء كبيرة في المستوطنات، ويعلم المستوطنون ذلك أيضًا، ومع ذلك فهم غاضبون، لأنه يبدو لأول وهلة في بعض الأماكن أن قرار تجميد البناء يحترم، لكن عندما يغضبون يحق لهم أن يعبِّروا عن غضبِهم بالطريقة التي يرونها مناسبةً، بعضهم يخرجون في جماعات للانتقام من الأغيار (الفلسطينيين)، وهم يطلقون على ذلك "جباية ثمن"، حيث يقومون بضرب الفلسطينيين وقتلِهم وتدمير ممتلكاتِهم وإحراقها، ومصادرة أراضيهم، وإهانتهم، أنهم يتصرفون وكأنه في أياديهم تصريح رسمي من السلطات للقيام بهذه الممارسات، حيث إن القانون والحكم في إسرائيل حول أطفال الفلسطينيين الذين يعيشون هناك على مَرِّ الأجيال إلى مشاع يحق للمستوطنين التشنيع بهم.

لقد تحول مصطلح "جباية ثمن" إلى مصطلح كثير الاستخدام من قِبل كبار موظفي الدولة، ولم يسبق أن تم معاقبة المستوطنين الذين يمارسون العربدة في عهد وزير الدفاع الحالي، أو على الأقل منح الفلسطينيين الذين تعرَّضوا للاعتداء تعويضات ومساعدة، أنهم يعيدون التجربة التي تعرض لها اليهود في الماضي عندما كانوا يتعرضون للاعتداء والتنكيل من قبل الشعوب الأخرى عندما تغضب، وهكذا تحوَّل اليهود حاليًّا للطرف الذي يمارس التنكيل بالفلسطينيين لمجرد الشعور بالغضب، هذه الظاهرة تتكرر دائمًا وبدرجةٍ كبيرة، وكل هذا فقط من أجل إرضاء المخلصين لفكرة أرض إسرائيل الكاملة، أي اليهود فقط.

وحتى فيما يتعلق بإحراق المسجد الرئيس في قرية "ياسوف" الفلسطينية القريبة من نابلس وسط الضفة الغربية، والذي تم تبريره من قبل المستوطنين على أساس أنه جزء من "جباية الثمن"، كان يتوجب على وزير الدفاع وزملائه أن يردوا على هذا العمل، والمفارقة أننا اليهود نقيم الدنيا ولا نقعدها عندما تتعرض شواهد قبور اليهود للضرر، أو عندما يرسمون عليها صلبانًا معقوفة، أو عندما يحاولون هدمَها، عندنا كل ما هو متعلق بالدين مقدس.

حسب الاتهامات التي وجَّهتها الشرطة فإن الحاخام الذي يرأس المدرسة الدينية في مستوطنة "يتسهار" شارك في إحراق المسجد، لكن من يجرؤ على معاقبة هذا الشخص، ومن المؤكد أنه سيتم تبرئته من التهمة، هكذا كان دائمًا كما يدل على ذلك تاريخ الإرهابيين اليهود الذين يتحركون بدافع الإخلاص لأرض إسرائيل الكاملة، الذين يكرهون الآخر، إنهم ينسون تعاليم "التناح" التي تحث على حب الجار، وكما جاء في سفر الأحاديث "عامل اليتيم والأرملة والجار معاملة حسنة".

على كل الأحوال في إسرائيل المتنورة التنكيل بالفلسطينيين، ومصادرة أرضهم وبيوتهم، وإحراقها واجتثاث أشجارهم، هو جزء غير معلن من سياسات الحكومة تجاه الفلسطينيين، ولذا ليس من قبيل الصدفة أنه حتى أولئك اليهود الذين أُدِينوا من قبل المحاكم بسبب ارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين تم إصدار عفو رئاسي عنهم، لأنه دائمًا ينظر إليهم كوطنيين مخلصين.

مشكوووووووووووووووووور علي المتابعة

مشكور اخي على المتابعه

» تصريح صحفي صادر عن الناطق العسكري لكتائب الناصر صلاح الدين " أبو يوسف"