أسير محرر لـ"الخليج": الاحتلال يستخدم المستشفيات لمعاقبة الأسرى المرضى
السبت ,13/02/2010
رام الله - “الخليج”:
“الأسير المريض يموت ألف ميتة قبل أن يحصل على العلاج”، هكذا وصف الأسير المحرر علي شلايدة، الذي أمضى 14 عاماً من حكمه البالغ 25 عاماً متنقلا بين المستشفيات العسكرية للعلاج من إصابته بضيق النفس وارتفاع ضغط الدم، مؤكداً أن إدارة سجون الاحتلال تستعمل هذه “المستشفيات الشكلية” لمعاقبة الأسرى، الأمر الذي يجعل أغلبية الأسرى المرضى يعانون لسنوات طويلة . وقال شلايدة (60 عاماً) الذي افرج عنه مؤخرا لـ”الخليج”، “عندما تشعر إدارة أحد السجون بأن هناك مريضاً قد يتعرض للوفاة تبادر بتحويله الى سجن الرملة العسكري لكي يموت هناك بعيدا عنها” . وأشار الى تعرضه لحالة كادت تودي بحياته بسبب “خطأ” طبي ارتكبه أحد الأطباء في سجن نفحة عام 1994 . وتابع “هذا حالات بسيطة مقارنة مع حقيقة ما يجري مع بقية الأسرى المرضى المقعدين وممن يعانون أمراضاً خطيرة”، مشيراً إلى آن الأسير المريض يتعرض لتعذيب متعدد الأنواع إضافة الى مرضه . وقال “هناك أسرى مرضى يجبرون على البقاء 12 ساعة وهم مقيدون بالأغلال في انتظار دورهم للدخول الى الطبيب، في حين أن هناك أسرى يمضون اكثر من 24 ساعة وهم ينتقلون من سجن إلى آخر للحصول على العلاج ولا يحصلون عليه .
وتؤكد وزارة شؤون الأسرى والمحررين، أن هناك 1500 أسير فلسطيني يكابدون أمراضاً حرجة بينهم 18 أسيرا يعانون أمراضاً خطيرة مثل السرطان والأورام الخبيثة . ووصف وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، ل”الخليج”، ما يتعرض له الأسرى المرضى ب”مذبحة صامته” . واستند إلى ما حدث مع العديد من الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال أو خارجه، وقال “ما جرى مع الأسير محمد العملة الذي استشهد قبل أيام مثال ناصع على ذلك، فهو دخل السجن ولم يكن يعاني من أية أمراض ولكنه بعد 3 سنوات من الاعتقال خرج من السجن وهو يعاني من فشل كلوي خطير أدى الى مقتله” . وأشار الى أن ذلك ناتج بالأساس عن سياسة الإهمال الطبي للأسرى وهذه الأرقام تؤكد أن هناك سياسة ممنهجة يستخدمها الاحتلال لزرع الأمراض في أجساد الأسرى، مطالبا الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها في الكشف عن هذه الجرائم التي تمارس وتؤدي الى الموت البطيء للأسرى . وختم قراقع حديثه بالقول ““إسرائيل” هي “الدولة” الوحيدة التي يتساوى فيها الطبيب مع المحقق والعسكري في معاقبة الأسرى” .