الفضائيات الفلسطينية الجديدة تقع في خطأ تلفزيون فلسطينالمخرج السينمائي الفلسطيني سعود مهنا، والذي مثّل دورًا مهمًّا في اختيار العاملين لدى عدد من الفضائيات الفلسطينية يقول: "هناك طفرة في غزة وكثير من المبدعين الصحافيين بحاجة إلى قنوات تحتضنهم وتمد يدها لهم، فلقد دربت كافة الكوادر العاملة في فضائية القدس بغزة وكنت من الذين اختاروا طواقمها، أما في ما يتعلق بفضائية فلسطين اليوم فقد اخترت بعض الصحافيين وأوصلت ملفاتهم وسيرتهم الذاتية إلى بيروت حيث مقر القناة كي يتم تقييمهم للعمل".
ويعتقد أن كافة الفضائيات الفلسطينية الجديدة تقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه تلفزيون فلسطين، فيشير: "كنت من المؤسسين لهذا التلفزيون الذي ارتكب خطأ فادحًا عندما اختار عامليه بطريقة عشوائية، فلم يكن الاختيار بحسب المهنية والخبرة، ولذلك أتمنى أن تتعلم القنوات الجديدة من تجربة تلفزيون فلسطين".
مهنا الذي يقف ضد القنوات الحزبية، يرى في خروج قنوات فضائية فلسطينية مستقلة إلى النور شيئًا مشرفًا، فيقول: "المحطة التي ستجذب الكثير من العرب والمتضامنين مع فلسطين يجب ألا تكون حزبية، وأن تقدم ما يليق بفلسطين، وعليها اختيار العاملين بها دون النظر إلى انتماءاتهم الحزبية، وهذا ما سيوصلنا إلى إعلام حقيقي وشاشة يعشقها الكثيرين". وبحسب تواصله مع المسئولين عن قناة فلسطين اليوم يقول مهنا: "علمت أن القناة ستكون مستقلة، فالمشرفون عليها هم من المحاضرين والأكاديميين المهنيين".
ويطالب المسؤولين عن الفضائيات الفلسطينية الجديدة بالاهتمام بالانتاج الإعلامي فيقول: "أتمنى أن تشجع القنوات الجديدة الدراما الفلسطينية التي تكاد أن تكون ميته، فكثيرة هي الأفلام التي تعرض على الفضائيات ولكنها لا تصل حد التقارير أو الريبورتاج، ولذلك من المهم أن يكون هناك قنوات فضائية فلسطينية تحاكي فلسطين، وتركز على قضايا مهمة كاللاجئين والعودة".
تنظيمات تقف وراء بعض الفضائيات التي ستنطلق.. ولا قرار حكومي بمنعها
تنظيمات تقف وراء بعض الفضائيات التي ستنطلق.. ولا قرار حكومي بمنعها
الدكتور حسن أبو حشيش رئيس المكتب الاعلامي الحكومي التابع للحكومة المقالة بغزة يعزو أسباب إنتشار الفضائيات الفلسطينية إلى الظروف الراهنة، والمناخات التي شجعت على ذلك، فيوضح: "هناك طفرة في الإعلام الفلسطيني لأن الأراضي الفلسطينية ساخنة وما زالت الأسخن حول العالم، فهي بؤرة اهتمام العالم العربي والإسلامي، وكذلك فإن هناك تطورًا تكنولوجيًا كبيرًا، ورخصًا في تكلفة حجز الأقمار الصناعية، وأيضا هناك مساحة من الحريات الإعلامية تتيح للمؤسسات العمل بحرية وفق القانون".
الثورة الاعلامية التي يجب أن تترجم على ارض الواقع في الاراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، يقول أبو حشيش بشأنها: "رأس المال الفلسطيني بدأ يتجه نحو الاستثمار في الإعلام كما أن الاحزاب السياسية والتنظيمات الفلسطينية بدأت تلجأ إلى استخدام التقنية الاعلامية وخاصة المرئية منها والمسموعة في التعبير عن أفكارها والمنافسة على كسب ود الرأي العام".
وصرح أبو حشيش "لإيلاف" أنه لا يوجد قرار حكومي بمنع الفضائيات، فكل حزب أو مؤسسة يود أن يفتح فضائية عليه أن يقدم أوراقه ويتبعها، وأشار: "كل ما قدم لنا هو ترخيص شركات، والمعلومات لدينا أن الفضائيات كلها ستكون من خارج فلسطين وربما ترغب في أن يكون لها مكاتب في قطاع غزة، وفي كلا الحالتين نتعامل بإيجابية في هذا الموضوع، ولكن إنشاء فضائية جديدة تعمل من داخل الأراضي الفلسطينية فهذا يحتاج إلى إذن وترخيص، ومع ذلك نحن نقف مع المؤسسة الإعلامية حتى أمام الداخلية والاتصالات كي نذلل العقبات، ومعيارنا الوحيد هو الالتزام بالاجراءات القانونية".
ملفات المؤسسات الإعلامية يتابعها المكتب الحكومي في غزة والاجراءات القانونية هو من يتخذها بحق المتقدين للحصول على تراخيص، ويؤكد أبو حشيش في ذلك: "لا يمكن أن نحرم الأحزاب من إعلام خاص بها ولا يمكن أن نحرم المستقلين أو الحكومة أو المستثمرين من إعلام خاص بهم، فسوق الاعلام مفتوح وبات الاعلام هو الرئة التي تتنفس بها الشعوب، فأي ملف يقدم لنا ندرسه ونسهله ما دام ملتزمًا بالاجراءات القانونية المتفقة مع النظام الأساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية، فلدينا أكثر من 250 عنوانًا إعلاميًا، ولا يوجد عيب في أن يكون هناك إعلام حزبي أو حكومي أو مستقل، ولكن القاسم المشترك الذي يجب أن يشمل كافة أنواع الإعلام هو أخلاقيات المهنة والقانون، والحس الوطني والاجتماعي للقضية الفلسطينية".
وعن القنوات الجديدة ودورها في خدمة الإعلام الفلسطيني، يشير: "نفترض أن الاعلام مسؤول ولديه الحس الوطني، ولذلك نعتقد بأن كل وسيلة إعلامية وطنية وصاحبة رسالة يجب أن تصب في صالح القضية الفلسطينية ولكن هذه المسألة مرتبطة ببرامج الأحزاب السياسية والمؤسسات والمستثمرين الذي يقفون وراء تلك المؤسسات". ويضيف أبو حشيش: "لدينا معلومات بأن هناك تنظيمات فلسطينية تقف وراء بعض الفضائيات القائمة، والأخرى التي ستنطلق وبانتظار الحصول على تراخيص، إضافة إلى أن هناك رجال أعمال يستثمرون في هذه الفضائيات".