بسم الله الرحمن الرحيم القرآن والدعاء من أنفع الأدوية فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء فقال تعالى(44:41ولو جعلناه قرآن أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو شفاء ورحمة للمؤمنين) وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قالانطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم :لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا:يا أيها الرهط ان سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء؟فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد إستضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق ينفل عليه ويقرأ(الحمد لله رب العالمين )فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به من قبله قال:جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم :اقسموا فقال الذي رقى :لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال:وما يدريك أنها رقية؟ثم قال:لقد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقد قال ابن القيم الجوزي ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيراً عجيباً في الشفاء فقد مكثت أي إبن القيم بمكه مدة تعتريني أدواء ولا أجد طبيباً فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تاثيراً عجيباً فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً وكان كثير منهم يبرأ سريعاًبإذن الله وكذلك ادعاء فانه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ولكن قد يتخلف عنه أثره أما لضعفه في نفسه بأن يكون 1:دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان 2:واما لضعف القلب وعدم اقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء 3 :لحصول المانع من الإجابه من أكل الحرام ورين الزنوب على القلوب واستيلاء الغفله والسهو واللهو وغلبتهم علينا كما في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابه واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه) فالدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه كما قال ابن القيم وهو سلاح المؤمن كما روى ا الحاكم في المستدرك من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الدعاء سلاح المؤمن ونور السماوات والأرض) ومنأنالأدوية :الإلحاح في الدعاء وقدروى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من لم يسأل الله يغضب عليه) وذكر الأوزعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ان الله يحب الملحين في الدعاء) ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء :أن يستعجل العبد ويستبطىء الإجابة وفي البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الإستعجال؟قال :يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذاك ويدع الدعاء) وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي1:الثلث الأخير من الليل 2:وبين الاذان والإقامة 3:وادبار الصلوات الخمسة 4:وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة 5:وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم 6:وعند الآذان وصادف خشوعاً في القلب وانكسار بين يدي الرب واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلي الله وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم صلى على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قدم بين يدي حاجته الى التوبة والإستغفار ثم دخل على الله وألح بالدعاء في مسألته فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما إذا صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أسال الله العلي العظيم الحنان المنان ذو الجلال والإكرام أن يجعلنا من مستجابين الدعاء وأن يرزقنا حسن الخاتمة