وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ في قَريَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصد اللَّهُ تعالى على مَدْرجَتِهِ ملَكاً ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قال: أَيْن تُريدُ ؟ قال: أُرِيدُ أَخاً لي في هذِهِ الْقَرْيةِ . قال : هَلْ لَكَ علَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا عَلَيْهِ ؟ قال : لا، غَيْر أَنِّي أَحْببْتُهُ في اللَّهِ تعالى ، قال : فَإِنِّي رسول اللَّهِ إِلَيْكَ بأَنَّ اللَّه قَدْ أَحبَّكَ كَما أَحْببْتَهُ فِيهِ » رواه مسلم .
يقال : « أَرْصدَه » لِكَذا : إِذَا وكَّلَهُ بِحِفْظِهِ ، و « المدْرَجَةُ » بفتحِ الميمِ والراء : الطَّريقُ ومعنى « تَرُبُّهَا » : تَقُومُ بهَا ، وتَسْعَى في صَلاحِهَا .
362- وعنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ عَادَ مَريضاً أَوْ زَار أَخاً لَهُ في اللَّه ، نَادَاهُ مُنَادٍ : بِأَنْ طِبْتَ ، وطَابَ ممْشَاكَ ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجنَّةِ منْزِلاً » رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ . وفي بعض النسخ غريبٌ .
363- وعن أبي موسى الأَشعَرِيِّ رضيَ اللَّهُ عنه أَن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِـحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ . كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحامِلُ المِسْكِ ، إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طيِّبةً . ونَافخُ الكيرِ إِمَّا أَن يحْرِقَ ثيابَكَ وإمَّا أنْ تجِدَ مِنْهُ ريحاً مُنْتِنَةً » متفقٌ عليه .
« يُحْذِيكَ » : يُعْطِيكَ .
364- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبعٍ : لِمالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، ولِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك » متفقٌ عليه.
ومعناه : أَنَّ النَّاس يَقْصِدُونَ في الْعَادَةِ مِنَ المَرْأَةِ هَذِهِ الخِصَالَ الأَرْبعَ ، فَاحِرصْ أَنْتَ عَلى ذَاتِ الدِّينِ . وَاظْفَرْ بِهَا ، واحْرِص عَلى صُحْبَتِهَا .
365- وعنْ ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال : قال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِجِبْرِيلَ : « مَا يمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورنَا ؟ » فَنَزَلَتْ : { ومَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَما خَلْفَنَا وما بَيْنَ ذلِكَ } رواه البخاري