ا أخبار اليوم
الصحة العالمية: تدهور الوضع المعيشي والصحي بقطاع غزة بشكل خطير
2010-01-20 21:43:28 عدد القراءات (983)
--------------------------------------------------------------------------------
رام الله-فلسطين برس- قال تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الواقع الصحي في الأرض الفلسطينية، إن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة أدت إلى تدهور خطير في ظروف معيشة المواطنين الصعبة أصلاً وزادت من انحسار النظام الصحي الضعيف.
وبين التقرير أن الإغلاق المفروض على غزة منذ منتصف عام 2007 وحتى آخر هجمة عسكرية إسرائيلية في الفترة بين 27 كانون أول / ديسمبر 2008 و18 كانون ثاني/يناير 2009 أدى إلى التدهور الحاصل حالياً في محددات الصحة البيئية والاقتصادية والمجتمعية.
وأوضح أن كثير من العلاجات الطبية الخاصة مثل عمليات القلب الجراحية وعلاج بعض أنواع السرطان غير متوفر في غزة وعليه فإن المرضى يتم تحويلهم للعلاج في مستشفيات خارج غزة، ولكن قوبلت طلبات تصاريح السفر لكثير من المرضى بالرفض أو التأخير من قِبل السلطات الإسرائيلية ما أدى إلى تفويت جلسات العلاج.
وحسب التقرير تقدم المرضى ب 1103 طلبات للسلطات الإسرائيلية من أجل الحصول على تصريح لاجتياز معبر إيرز وذلك في شهر كانون أول / ديسمبر 2009 وتم رفض أو تأخير 21 % من الطلبات، حيث توفي اثنين وهما ينتظران إحالتهما للعلاج، أحدهما توفي في تشرين الثاني/نوفمبر والآخر توفي في كانون أول/ديسمبر، كما توفي 27 . مريضا وهم بانتظار التحويل إلى الخارج منذ بداية العام 2009.
وذكر التقرير أن فداء طلال حجي والتي تبلغ من العمر 19 عاماً ،تم تشخيص حالتها المرضية في عام 2007 على أنها مصابة بسرطان الغدد اللمفاوية (داءُ هودجكن) وكانت تتلقى العلاج في مستشفى الشفاء بغزة، ولكن صحتها تدهورت وتم إخبارها أنها بحاجة إلى عملية زراعة نخاع عظمي.
وبين التقرير أن إمكانيات هذه العملية غير متوفرة في غزة، وقام الأطباء المتابعين لحالتها بتحويلها للعلاج في مستشفى تل هشومير في إسرائيل بتاريخ 20 آب/أغسطس 2009 وتم تحديد تاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2009 موعداً لإجراء عملية الزراعة لها بالمستشفي، حيث قام مكتب الاتصال في المنطقة بتقديم طلب من أجل فداء لتعبر إيرز في تاريخ موعد العملية ولكن السلطات الإسرائيلية لم ترد على طلبها وبذلك فقدت موعد الحجز المعد لها في مستشفى تل هشومير، وقامت بعدها بالحصول على موعد جديد وبالفعل تم تحديد 20 تشرين الأول/أكتوبر2009 ليكون موعداً آخر وتم تقديم طلب آخر لعبور إيرز، ولكنها لم تحصل على رد من السلطات الإسرائيلية، وتدهورت ظروفها الصحية بشكل أكبر، ثم تم تحديد 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 موعداً آخر لها في مستشفى شنايدر في إسرائيل وتقدمت بطلب عاجل لعبور إيرز، ولكن لم يصل أي رد.
وأكد التقرير أن فداء توفيت بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2009 ، ووافقت السلطات الإسرائيلية على طلبها بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2009 , أي بعد مضي 3 أيام على موعد المستشفي وبعد يوم واحد من وفاتها.
وأشار التقرير إلى نقص المواد الطبية والأدوية والمستلزمات العلاجية ولوازم المستشفيات.
وأصبح المختصون في المجال الصحي منقطعون عن العالم الخارجي، والقليل من الأطباء والممرضين والفنيين تمكنوا من مغادرة قطاع غزة منذ عام 2000 بهدف التدريب (مثال : تحديث مهارات التمريض أو لمعرفة المزيد عن التكنولوجيا الطبية الجديدة) هذا الانقطاع عن العالم الخارجي أثّر بشكل خطير على قدرتهم في تقديم عناية صحية ذات نوعية وجودة متميزة، لا يمكن المحافظة على نظام صحي وفعّال في عزلة عن المجتمع الدولي.
وأضاف التقرير أنه خلال الإضراب الذي استمر في الفترة من آب/اغسطس وحتي كانون أول/ديسمبر 2008 , أحجم عن العمل ما يقرب من 1750 موظف موزعين بين طبيب وممرض وموظف عادي من المستشفيات والعيادات الصحية حيث تم شغل أماكنهم بموظفين جدد تم توظيفهم بواسطة حكومة الأمر الواقع بغزة، وأن الكثير من الموظفين الذين أحجموا عن العمل خلال الإضراب لم يعودوا لمزاولة أعمالهم.
وفي آب/أغسطس 2008 , كانت ثلثي المستشفيات في غزة لم يكن لديها موظفي صيانة، وجميع مستشفيات غزة عدا المستشفيين اللذين في رفح، لديها الآن مهندسين وفنيين على رأس عملهم، وفي مسح أجرته منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة في أيار/مايو، تبين أن ثلاث أرباع الفنيين يشغلون مناصبهم منذ أقل من عام، في حين تدرب نصف المهندسين في صيانة المعدات الطبية 2009 إلا أن رُبع الفنيين فقط كانوا قد تلقوا تدريباً معيناً في مجال ما.
وأشار التقرير إلى أن الفقر والبطالة في ازدياد حيث بلغت بين القوى العاملة في غزة ما نسبته 41.5 % في الربع الأول من عام 2009، وبلغت العائلات التي تعيش على دخل يصل إلى أقل من دولار في اليوم للشخص الواحد 3 وذلك في شهر أيار/مايو 2008 ما نسبته 70 % من العائلات، كلاً من البطالة والفقر لهما على الأرجح آثار سلبية طويلة المدى على الصحة البدنية والعقلية للمواطنين.
وأشار التقرير إلى ازدياد الملوحة والمستويات المرتفعة للنترات في المياه التي تستخرج بشكل مفرط من المياه الجوفية بالإضافة إلى تسرب مياه البحر المالحة، الذي يشكل مصدر قلق كبير على مدى صلاحية مياه الشرب خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعتبرون من أشد المتأثرين بارتفاع مستوى الملوحة في أغلب آبار قطاع غزة يزيد عن حد 250 ملجم/ليتر وهو الحد المسموح به والذي وضعته منظمة الصحة العالمية .
وأكد التقرير استشهاد 16 عاملا في مجال الصحة وإصابة 25 آخرين خلال عملية الرصاص المصبوب التي نفذتها إسرائيل إضافة إلى الدمار الهائل في البنية التحتية، وتدمير 15 مستشفى من أصل 27، و43 من دور الرعاية الصحية من أصل 110، وتدمير 29 سيارة إسعاف ، ليصل عدد سيارت الإسعاف المدمرة في الأرض الفلسطينية إلى 148 .
وتطرق التقرير إلى النقص الحاصل في المستشفيات حيث أن مستشفى الشفاء مازال غير مكتمل البناء منذ عام 2006 ،ومرافق الرعاية الأولية التي تضررت خلال الهجمة العسكرية لم يتم إعادة بنائها بسبب منع دخول مواد البناء إلى غزة.