أخواتي، هذا ما هو مطلوب منا وهذا ما يجب القيام به

الدعوة، هي حسن الخلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولإظهار هذا الدين وفضله على الخلائق، هي الوعظ والإرشاد بالتي هي أحسن.."

أخواتي في الله أحبتي جمعني الله وإياكم تحت ظله سبحانه يوم لا ظل إلا ظله
جمعني واياكم على محبته وطاعته والسير على شريعته وهدي نبيه عليه أطيب الصلاة وأزكى السلام،

أستاذي الفاضل، أخواتي الفاضلات إخواني، أردت أيضا تذكير نفسي وتذكير اخواتي بأمور مهمة لا بد أن ننتبه إليها...

لا شك أننا مسئولات أولا عن عمرنا فيما قضيناه في الخير وطاعة الله عز وجل أم أننا لم نحتسب ولم نعي له معنى ووزن. إذ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟" فمن هنا يكون لزاما علينا أخواتي الحفاظ على الوقت واستغلاله واغتنامه خصوصا في اشهر وأيام وأوقات معلومات كشهر رمضان شهر الخير البركات والمسارعة للطاعات فيه نتعلم ونتدرب هو شهر ليس كغيره من الشهور لما له من خصائص ربانية
علينا أخواتي بقراءة وتدبر كتاب الله وسنة نبيه ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتحدث عن الإسلام أو ندافع عنه ونحن نجهل مضامينه ومبادئه الحقيقية فواجب علينا معرفة ديننا جيدا لنستطيع التحدث عنه والإقناع والتبليغ، وبوجه اخص التأثير في مجتمعاتنا وقبله ذلك تقديم تربية سليمة صحيحة مبنية على المنهج الإسلامي لأولادنا لنستطيع أن نقول أننا أمهات أيضا مسلمات كما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن نكون وسنكون إن شاء الله

تفضلن أخواتي
قراءة وتدبر كتاب الله عز وجل" القرآن المجيد" ينبغي أن يكون لنا وردا يوميا لقراءة القرآن الكريم فهو خير معين على استثمار وقتنا, وفي تلاوته الأجر العظيم ففي كل حرف حسنه والحسنه بعشر أمثالها كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.
علينا بقراءة الكتب النافعة. فالمطالعة تزيد حصيلتنا العلمية والثقافية ولنبدأ بقراءة الكتب الإسلامية بدأ بالسيرة النبوية الطاهرة. ومطالعة مثل هذه الكتب الدينية تمكننا من اكتساب لغة عربية جيدة. سنتفقه في دين الله وسنعبد الله على بصيرة.
علينا بذكر الله عز وجل دائما وأبدا فتعالي نقضي وقتنا في ذكر الله مع أزواجنا مع أهلينا مع أولادنا مع جاراتنا مع صديقاتنا، سنأديه بطريقة بسيطة وسنعتاد على تدريب أنفسنا للقيام بذلك. ففي كل يوم نصبح ونمسي فيه نذكر الله ونشكره على نعمة الحياة الجديدة التي منحها إيانا بعدما آماتنا "فسبحان الذي أحيانا بعدما آماتنا .." ونحن نقوم بأعمال البيت نذكر الله ونسبح الله، حديثنا إلى أبنائنا لا يجب أن يخلو من ذكر الله كما قال تعال" والذاكرين الله كثيرا والذاكرت "فيا سبحان الله سبحانه من خالق كريم نشكر له نعمه فيمدحنا. نعم آيات من الذكر الحكيم يذكر الله فيه ويمدح عباده الذاكرين..

لنرب أولادنا، علينا كأمهات إن شاء الله وكمربيات أن نكون على قدر المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقنا والتي شرفنا الله عز وجل وكلفنا بأدائها ألا وهي تربية الجيل من أبناء الأمة الإسلامية تربية إسلامية مبنية على فهمنا الصحيح والسليم لهذا الدين. فتكون تنشئتهم قويمة وفقا للمنهج الرباني الرشيد مثلما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. والمرأة راعيه في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها " والتربية الصحيحة تكون بتنشئتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وحب الطاعات, وعلى الأخلاق الفاضلة, والآداب الإسلامية, بتحبيهم لهذا الدين وتعريفهم له ولعظم الخالق وحبهم للرسول صلى الله عليه وسلم وللرسل كافة. تدريبهم على الذكر وقراءة القرآن واستخلاص العبر والمواقف من القصص القرآنية. ندربهم على معاني كثيرة حثنا عليها هذا الدين القويم سواء على المستوى الفردي أو الجماعي كالنظافة، الالتزام، والإحسان في العمل والاحترام، التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين ولو بالدعاء كأضعف الإيمان، حب المسلمين واحترام أهل الديانات الأخرى
صلة الأرحام :لنصل أرحامنا، فهي واجب لكن الأخت المسلمة صاحبة القلب لا تنتظر فقط المناسبات الدينة لتزور أهلها أو أهل زوجها أو أقاربها عموما أو جارتها .صلتهم واجبة علينا أخواتي لقول رب العزة "واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" وقول الرسول عليه أطيب الصلاة وأزكى التسليم ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعة الله". لنستغل هذه الزيارة بتقديم الهدايا "تهادوا تحابوا" لا يهم أبدا ثمن أو قيمتها لان القيمة نحن من يطلقها على الشيء "الهدية" قد يكون منديل، كتابا أو شريطا نافعا ، زهورا من حديقة بيتك أو شيئا طيب صنعتيه بيدك" قد تكون قطعة صابون مغلفة في ورق هدايا" كان موضوعا في زاوية من زوايا البيت" الأشياء الرمزية والأشياء البسيطة عندما نقدمها في غير وقتها لشخص أيا كان وما كان ينتظرها منا ستفعل أمرين: ستشرح قلب من وصلنا وستضفي علينا السعادة ، ستزيح أي نوع من الشحنة أو الغضب ستطيب الخواطر وتهدأ النفوس نقدمها بابتسامه صادقة فقط.. وكلمة طيبة ...قد تكون الهدية التي نقدمها لقريباتنا أو جاراتنا أو صديقاتنا أو زميلاتنا في العمل سببا في إيقاضهن أيضا من غفلتهن وهو الخير كله وهذا خلقنا أخواتي المسلمات" الدال على الخير كفاعله" كما أوصى به وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
في بر الوالدين :لنبر والدينا، فقد قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعة الوالدين فقال عز من قائل" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" ولكي نفوز برضا الله ورضا الوالدين لابد من لنا طاعة الوالدين والبر بهما والإحسان إليهما...

وقفة مع الأمهات لا بد منها، أخواتي وهو تنبيه في ذات الوقت لأمر عظيم ولنحذر, ولا نتوان عن مساعدة أمهاتنا في أعمال المنزل لتستطيع الأم التفرغ أيضا للعبادة أيضا لأننا والله مقصرات في ذلك وقد نمنع أمهاتنا في غفلتنا عن أدائهن لواجبهن الديني فكم مرة نسمع أنها تأخرت عن صلاتها أو لم تستطع قراءة أي شيء من القرآن بسبب أعمال البيت أو تحضير الطعام أو ترتيب أمور في البيت فوالله لينا أن ننتبه لذلك لان المسئولية عظيمة أخواتي فلا نحرم أمهاتنا هذا الحق .
حفظ القرآن وحلقات العلم: علينا بالاجتهاد في حفظ القرآن أخواتي ولا يقتصر ذلك في رمضان وغيره من الأيام المباركات. بل علينا أن نقرأ القرآن ونتدبره كل حين فنحسن قراءته... كما ينبغي لنا أن نشارك في تفعيل حلقات العلم كلما استطعنا القيام بذلك، وإذا تعذر الأمر نقوم بها في بيوتنا مع أولادنا إن شاء الله أهلينا وجاراتنا..ولنا الأجر والثواب العظيم إن شاء الله .

في الدعوة إلى الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" الدعوة إلى خالق باسط الأرض ورافع السماء بلا عمد نهج السابقين الصادقين من الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه.
فعلينا بنهجهم وإتباع أسوتهم والدعوة إلى والاجتهاد في ذلك.فلنستثمر ونستغل جزءا من وقتنا في هذا الأمر العظيم لنسير على خطى أمهات المسلمين من الداعيات والمجاهدات والصابرات والمثابرات والعاملات الصادقات التقيات المخلصات في القول والعمل لله الواحد القهار ....للنشر الخير والفضيلة لننشر الكلمة الطيبة الصادقة ونغرسها لتعطي كل طيب عن شاء الله وعلى بركة الله.

إن تحقيق التوازن المطلوب بين الدعوة و الأسرة أيضا أخواتي، يقتضي تحديد المهام والأوليات عندنا. فنحن راعيات أولا في بيوتنا داعية لأهلنا وهي الأولوية الأولى، ولا أظن أن هناك من يخالفني الرأي وهي الدعوة إلى الله أيضا ووظيفتنا الأساسية ومسؤوليتنا ثابتة يؤكدها رسول الله صلى الله عليه و سلم" كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته...و المرأة راعية في بيتها و هي مسئولة عن رعيتها ". الأمة تبدأ بالنواة الأولى متمثلة في الأسرة ثم المجتمع لتتكون الأمة بمفهومها الواسع...ولكل منا أخواتي في ظروفها الخاصة. فهناك من تستطيع القيام بعدة مهام وتوفق إلى حد ما في ذلك وهناك منا من لا تستطيع وتكتفي بدورها الأول والأساسي وهو تربية الأولاد ومع ذلك تستطيع ممارسة الدعوة عبر منابر وطرق متعددة ولعل فضاء المنتديات الإسلامية منبر أيضا تعبر فيه الأخت المسلمة وتبلغ فيه آرائها وتطلع على ما يجري في المجتمع الذي تنتمي هي إليه أو غيره من المجتمعات الإسلامية والعربية وحتى الغربية على اعتبار مستواها وثقافتها الدينية الجيدة وقدرتها على الإقناع والإبلاغ وممارسة الدعوة لما لا....، كما أن لصورتها المتميزة من خلق وتواضع وحياء وإحسان وطيبة وحزم واحتشام وآداب في التعامل ومستوى في الطرح من شأنه أن يجعلها قدوة لغيرها من جاراتها وقريبها وصديقاتها فتتمنى أن تكون مثلها ها أنت تمارسين الدعوة من دون قصد أحيانا...
ونحن مسئولات داخل بيوتنا ومسئولات خارج بيوتنا إذا على هذه الدعوة بحسب الاستطاعة على الأداء وتقديم النصح ومحاولة التغيير " يقول جلا وعلا: " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة " فواجبنا إذن تمليه الولاية العامة بين المؤمنين و المؤمنات أن ندعو إلى الله عز و جل

اسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته وان يجعلنا من عباده المتقين وان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم مقربا لمرضاته نافعا لعباده ويتقبل منا ويرضى عنا ويرضينا ويقدرنا على الدعوة في سبيل إعلاء كلمته والتمكين لدينه سبحانه

لكم مني أخواتي، أخواني أطيب التحيات وأصدقها واعذروني رجاء على الإطالة

لنصلي على خير البرية كله لنصلي على رسول الله محمد بن عبد الله
لنصلي على حبيب الله عليه الصلاة السلام
لنصلي على خير خلق الله جميعا صلى الله عليه وسلم

يسلموووووووووووووو