الاخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
توجهت بسؤال الي فضيلة الشيخ / صبري عسكر بشأن الاسماء المستعارة في المنتديات والشات وحكمه الشرعي فجاء الجواب علي النحو التالي
سؤال بشأن التسمية المستعارة في المنتديات
السؤال :
يلاحظ في معظم المنتديات إلا ما رحم ربي أن معظم الأعضاء يسجلون بغير أسمائهم الحقيقية فما حكم الشرع في ذلك ؟ أفتونا مأجورين .
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين وبعد
فإنه مما عمت به البلوى أن يسجل العضو بغير اسمه وكأنه مجرم هارب من العدالة يخشى أن يستدل على موقعه لو كشف عن هويته وقد ورد الأمر بأن ينسب المرء لأبيه في التوجيه الرباني الذي ورد بشأن الأدعياء خاصة وللناس بصفة عامة فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص وإليكم نص الآية :
قال الله تعالى :{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب : 5 )
انسبوا أدعياءكم لآبائهم , هو أعدل وأقوم عند الله , فإن لم تعلموا آباءهم الحقيقيين فادعوهم إذًا بأخوَّة الدين التي تجمعكم بهم, فإنهم إخوانكم في الدين ومواليكم فيه , وليس عليكم إثم فيما وقعتم فيه من خطأ لم تتعمدوه, وإنما يؤاخذكم الله إذا تعمدتم ذلك. وكان الله غفورًا لمن أخطأ, رحيمًا لمن تاب من ذنبه.
وقد ورد في السنة ما يشدد ويؤكد النهي عن أن ينسب المرء لغير أبيه وإليكم ما رواه البخاري في صحيحه رقم ( 3508) عَنْ أَبِى ذَرٍّ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ ، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » .
وقد صرف أهل بعض أهل الحديث إلى أن الكفر هنا كفر النعمة حيث أنه نسب نفسه لغير أبيه وهو يعلم أن له أبا وحري به أن ينسب لأبيه .
وفي بعض الروايات جاء التصريح بالكفر بالله تعالى كما هو في رواية مسلم وغيره .
وقد يقول القائل : المنتديات غير الوقع وما يحدث في عالم النت غير ما يحدث في الواقع وهذا عذر مردود على قائله ففيها الثواب والعقاب وفيها يكرم المرء أو يهان وفيها يحاسب المرء عن أقواله وأفعاله لعموم قول الله تعالى :
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
أي معناه : ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه مَلَك يرقب قوله, ويكتبه, وهو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك.
ولقوله تعالى :
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
ومعناه والله أعلم : ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب.
وعليه أسأل مرتادي الانترنت والمنتديات :
لماذا تغيرون في أسمائكم وتتسمون بأسماء وهمية لا تدل عليكم ؟
أتهربون من المساءلة أمام البشر أم أمام رب البشر ؟
أتظنون أنكم غير محاسبين على ما تقولونه وتكتبونه ؟
أتريدون الأجر والمثوبة على أفعالكم ؟
فإن كنتم كذلك فلما لا تدخلون بأسمائكم كي يسجل لكم أجركم ؟
أتستحون من ذكر الاسم الحقيقي فتعمدون لأسماء وهمية ؟
أتضللون العباد وتختبئون خلف الشاشات وتظهرون بأسماء غير أسمائكم بحجة أنكم تقصدون الخير ؟ فهل هذا مقبول ؟
وهناك ضرر آخر قد يقع على من تتسمون باسمه فتكونون قد آذيتم عباد الله وأنتم لا تشعرون .
وعليه فلا يجوز أن يتسمى الرجل باسم غير اسمه فيظهر الاسم الوهمي ويخفي الحقيقي اللهم إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك منها :
1- أن يكون مطلوبا من أعداء الله ويخشى أن يستدلوا عليه من خلال متصفحه ورقم الآي بي الخاص بجهازه .
2- أن يكون قاصداً النصح والإفادة ويعلم أن ذلك لا يتم إلا بأن يوجه نصحه دون أن يظهر شخصه فيكون بنيته ومقصده .
3- أن يندس وسط أعداء الله ومواقعهم بقصد الرد عليهم وتدمير مواقعهم المسيئة لنبينا وديننا والتي تعمل على هدم قيمنا وأخلاقنا عندها يرخص له إذا كان من أهل الاختصاص في ذلك وأن تكون على قدر الضرورة .
وما عدا ذلك فلا يجوز له أن يسمي نفسه باسم وهمي ويتعامل به في الانترنت وغيره من الشات والجروبات وغير ذلك . والله أعلم .