قال الشعبي:
صاد رجل من بني إسرائيل عصفورة , فقالت لــــه: ما تريد أن تصنع بي؟
قال : أذبحك فأكلك ! فقالت والله ما اُشفي من قَرَمِ (شدة أشتهاء اللحم)
ولا أغني من جوع , ولكني اُعلمكثلاث خصال هي خير لك من أكلي .
قالت:اما الأولى فأعلمك إياها وأنا في يَدِكَ ,
والثانية إذا صرت على هذه الشجرة
والثالثة إذا صرت على الجبل , فقال: هات الأولى:
قالت: لا تتلهفن على ما فاتك. فخلى عنها.
فلما صارت على الشجرة قال: هات الثانية. قالت: لا تُصَدقَن بما لا يكون أنه يكون.
ثم طارت فصارت على الجبل, فقالت يا شقيُ لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي دُرة فيها زنة عشرين مثقالاً.
فعض على شفتيه وتلهف ثم قال هات الثالثة.
قالت أنت قد نسيت الإثنتين, فكيف أعلمك الثالثة؟
ألم أقل لك لا تتلهفن على ما فاتك فقد تلهفت علىَ أذ فتك .
وقلت لك لا تصدقن بما لا يكون أنه سيكون ؟ فصدقت أن بحوصلتي درة
فأنا وعظمي وريشي لا نزن عشرين مثقالاً , فكيف يكون في حوصلتي ما يزنها؟