أليست القدس عروس عروبتكم وعزة دينكم ومنارة أمتكم؟! أليست القدس بأقصاها وقبتها بأزقتها وحاراتها... بحجارتها وصخورها... بلحمها ودمها عربية يا عرب؟!.
القدس تئن.. شوارعها تبكي وحاراتها تنوح وتصيح من غضب وامعتصماه وامعتصماه.. فمن أين سيأتي المعتصم ليضمد جرحها النازف على جبين الزمن؟
القدس ضَجرت أغانينا وملّت أمانينا لأننا نقف عاجزين عن صد هولاكو التجريف.. ونيرون الحفر والهدم والعبث.. القدس ملّتنا وتصرخ فينا.. فهل تصمت مغتَصبة؟!
أيها الواقفون على حافة جرحنا وعلى رصيف مآسينا أيها المتفرجون على شريط نكبتنا وعلى مشاهد حزننا.. أيها المارون على جرحنا من عرب عاربة! هل تصمت مغتَصبة؟!
***
عمليات حفر الأنفاق الجارية تحت محيط المسجد الأقصى وحي سلوان باتت تهدد مستقبل القدس والأقصى وتهدف لخلق صورة ذهنية وأخرى على أرض الواقع للربط بين سلوان على أنها (مدينة داوود) والمسجد الأقصى على أنه (الهيكل) أي تجسيد أسطورة الهيكل.
إسرائيل ماضية في تشويه معالم القدس وتهجير أهلها تحت مبررات وبدع واهية وهي تجهد في سبيل تفريغ القدس من المواطنين العرب لتنسف فكرة العاصمة الفلسطينية وتستمر في الحفريات لتقضي على معالم قدسية المدينة!
في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم، تمارس أبشع عمليات التحقير ضد العالم الإسلامي والعربي والذي بدوره يقف متفرجا على ما يجري.. وكأن هذه المدينة (لبوذا) أو (لآلهة اليونانيين القدامى)! فهل نسي المسلمين أنه في باحة الأقصى حط الرسول ببراقه بعد أن سرى ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟! وهل نحن بحاجة لتذكير أمة المليار ونصف؟! ((سبحان من أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)).
كل هذا يجري للقدس ومسجدها والمسلمين في سبات عميق، وتثور ثائرة علماء الآثار عندهم عندما يجري ترميم ساحات المسجد الأقصى ويصفوها بأنها أعمال بربرية تمس بالمواقع الأثرية !!!
كل هذا يجري والمسلمين غائبين عن الوعي والإدراك وكأن ما يجري هو تحصيل حاصل ولا حول ولا قوة لهم! لقد اعتدنا على هذه المواقف وهذا النموذج من البشر! فقد سبق وأن حاول البعض إحراق المسجد الأقصى فلم يحركوا ساكنا... لم يتجرؤوا على طلب الحماية الدولية للأقصى والقدس حتى أصبح الانتهاك اليومي أمرا عاديا كما هو سفك الدماء والقتل هنا في فلسطين!
فربما بفعل الاعتياد على الصورة والخبر.. لن يكون لهذه الأمة أية ردة فعل مؤثرة وبالطبع لم ولن تتوقف محاولات هدم الأقصى.. عذرا يا قدس فقد فقدنا الإحساس!
ما الذي سيردع سيد الحفر والتجريف من التمادي والاستمرار في الاعتداء على أحد أهم المعالم المقدسة للأمة الإسلامية؟ وما الذي سيردعه عن هدم المسجد الأقصى؟!
اعذرينا يا قدس.. يا مدينة تحت وطأة الظلم تتألم.. اعذرينا أيتها المدينة المنسية! ليس لك إلا الله! ليس لك إلا الصبر والسلوان.. فاعذرينا يا قدس لأننا فقدنا الإحساس!!