السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخوان يا أخوات :
آه لو تعرفون مقدار الألم و العذاب و المرارة التي تصاحب خروج الروح انه الألم الذي سيمر و سيزور كل كائن حي خلقه رب العزة و أوجده على هذه الأرض..
إنها السكرات التي لا ينجو منها لا ملك مقرب و لا إنسان صالح أو حتى إنسان فاسد..إنها السكرات التي روى عنها أن النبي " صلى الله عليه و سلم " كان يضع يديه في ركوة ماء و يمسح بها على وجهه و يقول .." لا اله إلا الله إن للموت لسكرات.."
سبحان الله و لا حول و لا قوه إلا بالله هذا رسول الله و كان يتعذب من سكرات الموت فكيف بنا و نحن الضعفاء الذي لا حول لنا و لا قوه..؟؟
يقول رب العزة جلا و علا .."( وجاءت سكرت الموت بالحق )" ,, و يقول أيضا.." و لو ترى الظالمون في غمرات الموت.." و أيضا يقول .." فلولا إذا بلغت الحلقوم.."
و كل هذا دليل على خروج الروح و الانتقال من دار فانية إلى دار اعز و أبقى إلا أنها دار الخلد و دار النعيم أو دار الشقاء و لا حول و لا قوه إلا بالله..
ذكر بعض السلف.. أن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام.." يا خليلي كيف تجد الموت..؟ قال : - " كسفود محمى جعل في صوف رطب ثم جذب .. قال تعالى :- أما إنا قد هونا عليك الموت يا إبراهيم .."
و هذا نبي أخر .. انه " موسى عليه السلام.." عندما صارت روحه إلى الله..قال له ربه.." يا موسى كيف وجد الموت.. قال.." وجد نفسي كالعصفور الحي حين يقلى على المقلى لا يموت فيرتاح أو ينجو فيطير.."
يا سبحان الله ارءيتم يا اخوانى الأول من انه خليل الرحمن و يصبه ما يصيبه من هذه السكرات و الثاني كليم الرحيم رب العالمين و يشعر بكل هذا التعب و النصب في خروج الروح.. فكيف حالنا نحن و نحن أهل المعاصي و الذنوب ....؟؟
الم يئن لنا نعود إلى من لا يغفل و لا ينام من جديد الم يرتجف القلب الذي بين الضلوع من الخوف..؟؟ متى الرجوع و متى الانابه إلى من لا يغفل و لا ينام..؟؟
يا أخوان ... يا أخوات
قد روى أن الموت و سكراته اشد من ضرب بالسيوف و اشد من نشر بالمناشير و قرض بالمقارض..
روى أن ملك الموت..إذ تولى الله قبض نفسه بعض موت الخلائق .. يقول .." و عزتك لو علمت من سكرات الموت ما اعلم ما قبض نفس مؤمن قط.."
يقول الشاعر..
" اذكر الموت و لا ارهبه أن قلبي غليظ كالحجر
اطلب الدنيا كأني خالد و ورائي الموت يقفو الأثر
و كفى بالموت واعظا لمن الموت عليه قد قدر
و المنايا حوله ترصده ليس ينجى المرء منهن مفر.."
و في حديث قدسي يقول رب العزة جلا و علا.."
" و عزتي و جلالي لا اخرج من الدنيا عبدا أريد أن أعذبه حتى أوفيه بكل حسنه عملها بصحة في جسده و سعه في رزقه و رغد في عيشه و أمن في سربه حتى ابلغ منه مثاقيل الذر فأن بقى له شيئا هونت عليه سكرات الموت حتى يفضى إلى و ليس له حسنه يتقى بها النار......
و أنى لا اخرج أحدا من الدنيا أريد أن ارحمه حتى أوفيه بكل خطيئة كان عملها .. سقما في جسده و مصيبة في أهله و ولده و ضيقا في معاشه و اقتتار في رزقه حتى ابلغ منه مثاقيل الذر فأن بقى عليه شيئا شددت عليه الموت .. حتى يفضى إلى كيوم ولدته أمه ..""
و كان أبو الدراء رضي الله و عنه يقول .." أحب الموت اشتياقا إلى ربى و أحب المرض تكفيرا لخطيئتي و أحب الفقر تواضعا لربى.."
سبحان الله فمن منا يفكر بمثل هذه العقلية و الطريقة التي يخلو قلب صاحبها من الدنيا إلا الله و حب الاخره..؟؟
بعض الصور لما جاء في
وصف ملك الموت..
يقال و الله اعلم أن ملك الموت.. رأسه في السماء و رجلاه في الأرض و أن الدنيا في يد ملك الموت كالقصعة في ايدى أحدكم يأكل منها..
يقال أيضا و الله اعلم.. أن ملك الموت ينظر في وجه كل ادامى ثلاثمائة و ستا وستين نظره..
و يقال أيضا و الله اعلم .. أن له أعوانا الله اعلم بهم ليس منهم ملك إلا لو أذن له أن يلتقم السموات و الأرض في لقمه واحده لفعل ..
اخوانى... أخواتي
بالله عليكم الم يصبكم بعض الخوف فقط من مجرد تخيل حجمه و شكله هذا ملك الموت الذي يفزع الملائكة و تخافه اشد ما يخاف احدنا من السباع و الوحوش الضارية..
العمر قليل و الموت قريب .. ماراح و انقضى فات. والآن الأجدى أن نبكى على ما راح و لم نعمل فيه شيئا به نقابل إلهنا الكريم به.. فقط اخوانى تذكروا أن اسعد اللحظات هي لحظات التوبة النصوح التي فيها يرضى إلهنا و يرضى و يعفو.. اسعد اللحظات التي تمر عليك و أنت تبكى حسره على ما فات و أنت تناجى الله و تنكسر له..
" وما تعلم نفس ما أخفيت لها من قرة أعين.."
يانفس توبي فإن الموت قد حانا *** واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
اما ترين المنايا كيف تلقطنا *** لقطاً وتلحق اخرنا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه *** نرى بمصرعه اثار موتانا
يانفس مالي وللاموال اتركها *** خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضيتها لعباً *** قد آن أن تقتصري قد آن قد أنا
مابالنا نتعامى عن مصائرنا *** ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصاً وهذاالدهر يزجرنا *** كأن زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن *** كانت تخر له الاذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فأنقلبوا *** مستبدلين من الاوطان أوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها *** واستفرشوا حفراً غبراً وقيعانا
ياراكضاً في ميادين الهوى مرحاً *** ورافلاً في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب *** يكفيك ماقد مضى قد كان ما كانا
فهل من أحد يريد أن يتخذ القرار الشجاع ؟؟
بالرجوع على الله والندم على ما فات ؟؟