لمقاومة الفلسطينية تستخدم صواريخ تصل لتل أبيب

المقاومة الفلسطينية تستخدم صواريخ تصل لتل أبيب

لمقاومة الفلسطينية تستخدم صواريخ تصل لتل أبيب 505499

صواريخ المقاومة على مشارف تل أبيب

محيط : قلبت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مخططات الاحتلال الإسرائيلي وتوقعاته العسكرية رأساً على عقب، بعد أن أتت هذه العمليات الحربية بنتائج عكسية غير متوقعة.

ففي اليوم الحادي عشر من العدوان الإسرائيلي الجوي والبري المكثّف، والذي أُعلن أن الهدف منه وقف إطلاق الصواريخ؛ تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تكثيف إطلاق هذه الصواريخ، بل إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، حيث وصل مدى هذه الصواريخ إلى أهداف إسرائيلية أبعد من أي وقت مضى لم تصلها من قبل حتى أصبحت تل أبيب فعلياً في مرمى هذه الصواريخ، وهو ما لم تكن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تتوقعها.

واعترف الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء بسقوط صاروخ فلسطيني في بلدة "غديرا" والمنطقة التي تقع إلى الشمال من "كريات ملاخي"، وذلك لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وهو يأتي تنفيذاً لتهديدات "كتائب القسام" يوم الاثنين.

وتأكيداً لما تُعلنه المقاومة؛ كتب رون بين يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الإنترنت أنه بعد هذه الفترة من حملة "الرصاص المصبوب"؛ فإن هناك دلالات واضحة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في الجاهزية القتالية للمقاومة الفلسطينية، والتي تضاعف من جهودها في ضرب قوات الاحتلال التي دخلت قطاع غزة، وذلك عن طريق قذائف الهاون والقناصة والمباني المفخخة.

وأشارت الصحيفة إلى القتال الضاري الذي نشب في عدد من المواقع في شمال وشرق قطاع غزة، لافتة إلى اشتداد ضراوة القتال في ساعات المساء الأولى وسط تبادل إطلاق نار كثيف بين الطرفين، استخدمت خلالها قوات الاحتلال نيران المدفعية الثقيلة.

كما أشار الكاتب إلى أن القوات الصهيونية تتحرك ببطء شديد، وذلك بسبب كثافة العبوات الناسفة والكمائن والمضادات للدروع والأنفاق المعدة للقتال.

وبحسب الكاتب فإن هناك عاملاً آخر يؤدي إلى بطء تحرك قوات الاحتلال وهو الحاجة إلى تفكيك العبوات الناسفة وتدمير الأنفاق والمواقع القتالية.

وتضيف الصحيفة أنه بالرغم من الهجوم المكثف الذي تشنه قوات الاحتلال؛ إلا أن المقاومة الفلسطينية تبدي استعداداً عالياً للقتال، حيث أن قادة الفرق العسكرية والقادة الميدانيين يتمتعون بجاهزية عالية للقتال لا يمكن تجاهلها، وهم يستخدمون الأنفاق القتالية للانسحاب من المواقع التي يدخلها الجيش، ليظهرون فيها مجدداً".

استخدام الاستشهاديين

كما كشفت كتائب القسام، عن استخدامها لأول مرة الفدائيين المفخخين بالمتفجرات في مقاومتها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بإقدام استشهادي على تفجير نفسه بدبابة صهيونية شمال القطاع في منطقة بيت لاهيا.

ونصبت المقاومة الفلسطينية كمينًا لقوة خاصة في أحد المنازل شمال غرب بلدة بيت لاهيا، واشتبكوا معها بعد دخولها المنزل، وأثناء الاشتباكات التي استخدمت فيها القنابل والعبوات الناسفة، قام استشهادي بتفجير نفسه بدبابة إسرائيلية بعد أن اعتلاها ووصل إلى الجنود الذين بداخلها.

وقد توعدت كتائب القسام إسرائيل بمئات الاستشهاديين المجهزين لتفجير أنفسهم بقوات الاحتلال إذا دخلت إلى غزة، وأضافت أن المقاومة ينتظرون العدو الصهيوني في كل شارع.

وتحدثت المصادر عن اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال ما زالت مستمرة في منطقة تلة الريس وتلة جبل الكاشف والعطاطرة وهي مناطق مرتفعة، إضافة إلى مناطق مفتوحة غرب بيت لاهيا.

وقالت المصادر: إن قتلى الجيش الإسرائيلي بالعشرات، ولكنه التزم الكذب والتغطية على خسائره، مشيرةً إلى الكمين الذي وقعت فيه القوة الخاصة ليلة أمس في جبل الكاشف شرق جباليا واستخدمت فيه المقاومة عبوات كبيرة تزن 60 كيلو جراما وقذائف هاون، فيما أقدم الجيش على قصف المنطقة بشكل عشوائي للتغطية على خسائره ولسحب جنوده القتلى من المنطقة التي استهدفتها كتائب القسام.

ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي ودباباته لا تستطيع دخول أي منطقة من قطاع غزة، وخاصة المناطق المكتظة بالسكان، وليست المناطق الزراعية الخالية التي يستعرض فيها قوته.

وفي نفس السياق ما زالت المقاومة الفلسطينية من جميع الفصائل على استعداد تام لأي تقدم إسرائيلي في أي منطقة قد يحاول التقدم فيها.

باراك: إسرائيل تكبدت خسائر مريرة

من جانبه أكد وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا في بداية الحرب البرية؛ في إشارة إلى العدد الكبير من الإصابات في صفوفه يوم الاثنين، مشيرا إلى أن أهداف الحملة العسكرية في قاع غزة هي: توجيه ضربة مؤلمة لحماس ؛ ووقف تهريب السلاح من مصر؛ توفير الأمن للسكان، على حد تعبيره.

وقال باراك خلال جولة أجراها في منطقة الجنوب:" نحن في اليوم الحادي عشر لحملة الرصاص المصبوب، إنه وضع مركب، عرفنا أنها ستكون صعبة منذ اللحظة التي قررنا فيها الحملة، دفعنا ثمنا باهظا، إنها حرب مريرة، ولكن لم يكن بالإمكان منعها.

وكانت الصحف الإسرائيلية قد وصفت نتائج القتال بأنها مريرة جدا، مشيرة إلى أن عملية إخلاء المصابين والقتلى كانت معقدة وتحت النار، ووسط تغطية القصف المكثف من المروحيات والمدفعية.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قسم الاستقبال في مستشفى سوروكا في بئر السبع بأنه كن أشبه بساحة حرب، ونقلت الصحيفة شهادات عدد من الجنود المصابين، ويقول أحدهم: " تعرض المنزل الذي دخلناه للقصف بصاروخين وكان كثير من الجنود داخله".

ويقول آخر: "دخلنا إلى المنزل وفجأة أطلقوا علينا النار، وانهار المنزل ، وأصيب رفاقي، كان الأمر مرعبا".

وزعم باراك قائلا: خرجنا إلى الحرب كي نوجه ضربة قوية لحركة حماس، ولتغيير واقع الحياة، وتوفير الهدوء والأمن للسكان، والعمل على وقف عمليات التهريب إلى قطاع غزة، حددنا تلك الأهداف ونعتزم تحقيقها، على حد زعمه.