لشهيد عمر حسن خليل ابن الوية الناصر صلاح الدين
___________________________________________
لست أدري كيف أبدأ... وأي الكلمات أُخرجها أولاً.. لوصف الشهداء، لوصف الرجال الأطهار.. الذين نذروا أنفسهم لله رب العالمين.. وما أروعه من شعور وأنا أتحدث عن الشهداء الذين رسموا لنا طريق العزة,, فلله دركم يا شهداءنا الأبطال ,,
ولست أدري ما هو شعوري حينما أتحدث عن شهيد من الأحباب.. أهو شعور الفرح.. أم شعور الحزن.. من ألم الفراق.. ومن شدة وجع الوداع..
أكتب هذه الكلمات.. والدموع تكاد تنهار على خدّي.. أكتبها عن شهيد من رجالات الجهاد والمقاومة.. ومن شهداء رفح.. قلعة الجنوب الصامد.. فلله دركم أهل رفح..
ولله درك يا عمر خليل.. يا أيها الرجل المقدام.. يا ابن حي السلطان في رفح.. حي المقاومين المجاهدين.. حي الأبطال.. حي الدعاة الرجال العظماء.. رحمك الله يا أيها البطل.. وأنت تفدي أرض رفح بدمك الطاهر..
نعم.. فعمر خليل من الرجال القلائل الذين تجدهم بيننا.. من القلائل الذين يحملون أرواحهم على أكفهم.. ما أعظمك يا عمر وأنت تسلم على أحبابك,, ونبستم في وجوههم وكأنك تودعهم ولسان حالك يقول:إذا لم نلتقي في الأرض يوماً... وفرق بيننا كأس المنون.. فموعدنا غداً في دار خلدٍ,, بها يحيا الحنون مع الحنون..
أبا الحسن,,,, أيها الحبيب.. لعلي لم أعش معك كثيراً.. أو لم أجالسك سوى دقائق.. لكن بهذا الوقت القصير.. رأيت ابتسامة المجاهد.. ورأيت ثبات العظماء,, ورأيت الرجولة والشهامة.. هذا ما رأيته بدقائق.. فما بالك لو عشت معك أياماً أو شهوراً..!!!
عمر.. ما أروعك وأنت تُقبل على الله، وتقول: يا رب أنا لا أملك من الدنيا شيئاً.. لا أملك مالاً ولا عقاراً.. ولا درهم ولا دينار.. لا أملك سوى نفس قد بعتها لك يا رب.. فإني أرجوك أن تقبلها مني يا رب.. فتقبلها الله منك يا عمر .. وشرفك بوسام الشهادة..
صدقت الله فصدقك.. أيها النقي.. التقي.. الزاهد.. العابد.. الصائم .. القائم.. المجاهد.. الشهيد..
أبا الحسن.. سامحننا إن كنا تحدثنا عنك.. وأنت الرجل الذي لم يكن يحب الكلام.. وكان يلتزم الصمت..ولكن..!! إن لم نتحدث عنك. عمن سنتحدث؟!! أنتحدث عن أولئك الذين باعوا القضية.. أم عن الذين تخلفوا عن الجهاد..
يا حبيبنا... عزاؤنا فيك أنك شهيد.. وعزاؤنا فيك الأحباب الذين تركتهم خلفك في الدنيا,, وقد عزموا على أن يمضوا على دربك درب الجهاد..
فاهنأ عمر.. اهنأ بنومك.. وأنت تزف عريساً اليوم.. نم نوم العروس يا عمر.. وليطب نومك.. كيف لا يطب؟!! وأنت تسرح الآن بجوار الحور العين,, وتشرب العسل بيدي الحوراء العيناء..
وداعاً ركب أحبابي وداعاً.. لحين لقاك في فنن الجنان..
رحلت بعزة تأبى انصياعاً.. لبغي الكفر لا ترضى الهوان..
وداعاً لم يطل موعد لقانا.. بنفس الدرب موعد ملتقانا..
فلا والله لا نرضى الهوان.. ولن نرضى تخاذل أو تواني..
نم قرير العين يا عمر.. وسلم لنا على الأحبة,, محمد وصحبه.. ودربك دربنا والعهد ما ننساه.. وإنا على الطريق ماضون..
أحبابك في الله...