اختبارات قاسية
ويخضع كل مرشح للعمل في الموساد لسلسلة صعبة من الاختبارات النفسية بجانب عملية مراجعة دقيقة لتاريخ حياته وعلاقاته منذ لحظة مولده. وبعد ذلك، يبدأ عميل الموساد الجديد دورة تدريبية تستمر لمدة 12 شهرا ويشمل التدريب مجالات عديدة مثل اللغات والأسلحة والاتصالات حتى الاتيكيت وكيفية استخدام أدوات المائدة والماكياج.
وخلال مرحلة التدريب يتم التركيز على تقوية الذاكرة لدى عميل الموساد وذلك من خلال تمارين خاصة كما يتم تدريبه على قوة التحمل وسرعة البديهة وحسن التصرف في المواقف الصعبة.
وفي هذا السياق يحكي احد كبار رجال الموساد قصة عميل إسرائيلي تم إرساله في مهمة ببريطانيا ولم تكن لديه أي تعليمات أو أموال على أساس انه سيحصل على كل ذلك عن طريق وسيط سيقابله في لندن. ولسبب ما، لم تتم هذه المقابلة وأصبح يتعين على رجل الموساد أن يحل مشكلته بنفسه وان يعود الى (اسرائيل) بطريقته الخاصة.
وكان الحل الذي توصل إليه هو انه قام باقتحام احد محال السوبر ماركت في لندن وسرق خزينة المحل وهرب.. وفي اليوم التالي اشترى تذكرة طائرة إلى تل أبيب وعاد دون أي تدخل من جانب الموساد في ترتيب عودته..
وفي بعض الأحيان يقوم بعض رجال الموساد بالتنكر في هيئة عرب ويختطفون أحد عملاء الموساد ثم يقومون باستجوابه وتعذيبه لاختبار مدى قدرته على الكتمان وتحمل الظروف الصعبة.
ويعتبر الموساد هو جهاز المخابرات الوحيد في العالم الذي أقام نصبا تذكاريا لعملائه الذين قتلوا خلال عمليات تجسس في خدمة (إسرائيل).. وفوق هذا النصب الذي يوجد داخل مقر المخابرات الإسرائيلية تم نقش 360 اسما جميعهم من عملاء الموساد الذين قتلوا أثناء مهام تجسسية خارج (إسرائيل).
ويتميز الموساد عن غيره من أجهزة المخابرات العالمية ببراعته الفائقة في مجال العمليات القذرة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن طبيعة وتدريب عميل الموساد تجعله لا يتوقف كثيرا عند أي اعتبارات أخلاقية مادام الهدف هو خدمة الصهيونية والدولة اليهودية.
وبعد أحداث دورة ميونيخ الاوليمبية التي تم خلالها اغتيال أفراد البعثة الإسرائيلية، شكل الموساد فرقة اغتيالات خاصة من عملائه أطلق عليها اسم 'الغضب الإلهي' وكانت مهمة هذه الفرقة هي قتل 12 فلسطينيا ثارت الشكوك حول تورطهم في عملية ميونيخ.. وقد تمكن أفراد هذه الفرقة من أداء مهمتهم وحصلوا على الأوسمة والنياشين رغم أن بعض الضحايا الذين اغتالوهم لم تكن لهم أي علاقة بحادث ميونيخ.
ويزعم قادة الموساد أنهم يرفضون اللجوء إلى وسائل الابتزاز والإرهاب لتجنيد العملاء والجواسيس.. ورغم ذلك فهناك حالات عديدة تؤكد أن هذه الضغوط قد استخدمت لإجبار الكثيرين، خاصة من غير الإسرائيليين على العمل في خدمة المخابرات الإسرائيلية.ومن أبرز الأمثلة على ذلك عرب الأراضي المحتلة الذين يضغط عليهم الموساد بشراسة للتحول إلي جواسيس وتقديم معلومات عن الدول العربية التي يزورونها.
ويعتبر الجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد أحد هذه النماذج التي تختلف تماما عن نوعية عميل المخابرات الإسرائيلية التي يروج لها الموساد.. فقد أشارت تقارير عديدة إلي أن بولارد الموجود حاليا في سجون أمريكا شخص مهتز ضعيف الشخصية لم يستطع مقاومة ضغوط الموساد فقدم لهم اخطر الأسرار الأمريكية.
وفي هذا السياق يقول وليام وبستر الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والمدير السابق للمخابرات الأمريكية إن حالة جوناثان بولارد لا تتفق على الإطلاق مع نمط المخابرات الإسرائيلية.
ويعتمد الموساد كثيرا على يهود الشتات في تكوين شبكات التجسس خارج (إسرائيل).. فهؤلاء اليهود لا يتعرضون لمأزق الولاء المزدوج كما يقول البعض وذلك لسبب بسيط هو أن [الولاء] لديهم (لإسرائيل) فقط وليس لأي مكان آخر حتى ولو كان هو الوطن الذي ولدوا على أرضه.
وهناك محطات تابعة للموساد في العديد من بلدان العالم الهامة مثل الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا وأفريقيا.. ودول البحر المتوسط.ولكل محطة من هذه المحطات رئيس وهيئة عاملين من الجواسيس والعملاء وهي تعمل 24 ساعة في اليوم ويكون هناك تنسيق مكثف بين رئيس محطة الموساد في دولة ما والسفير الإسرائيلي في هذه الدولة بل أن الكثيرين من الدبلوماسيين الإسرائيليين في بلدان العالم هم في واقع الأمر مجرد عملاء وجواسيس للموساد.
وفيما يلي عرض لبعض الفضائح الدولية السابقة التي تورط فيها الموساد ووكالات مخابرات إسرائيلية أخرى:
* 1954 - كشفت مصر خلية تابعة لمخابرات الجيش الإسرائيلي من اليهود المصريين. وكانت الخلية قد ألقت قنابل حارقة على مواقع يرتادها غربيون لإحراج القاهرة وإثنائها عن تأميم قناة السويس. وتم شنق اثنين من أفراد الخلية وانتحر آخر وسجن ستة آخرين. وقدم بينهاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك استقالته على الرغم من نفيه إجازة المخطط.
* 1963 - اعتقلت الشرطة السويسرية إسرائيليا ونمساويا بعدما اتهمتهما ابنة عالم ألماني بتهديدها في إطار حملة ترويع قام بها الموساد لألمان يشتبه بأنهم ساعدوا برنامجا مصريا للصواريخ. واستقال إيسار هاريل رئيس الموساد آنذاك. وتم إطلاق سراح المعتقلين بعد ذلك بشهور قليلة.
* 1967 - اعتقل شخصان في ألمانيا يشتبه بأنهما ضابطان في الموساد أثناء مداهمتهما منزلا يعتقد أنه ملك مسئول سابق في البوليس السري الألماني. وأفرج عن الضابطين في لفتة لحسن نوايا لإسرائيل بعد حرب عام 1967 في الشرق الأوسط.
* 1973 - قتل أفراد تابعون للموساد بالرصاص في النرويج نادلا مولودا في المغرب بعدما ظنوا أنه أحد الفلسطينيين الذين دبروا لهجوم قتل فيه 11 لاعبا إسرائيليا خلال دورة الألعاب الاولمبية في ميونيخ عام 1972 . وتمت محاكمة خمسة ضباط في الموساد لكن أفرج عنهم في نهاية المطاف. وعرضت إسرائيل دفع تعويض لأسرة النادل.
* 1985 - جوناثان بولارد المحلل في البحرية الأمريكية اعتقل لنقله معلومات مخابرات إلى لاكام وهي وكالة إسرائيلية متخصصة في التعاون العلمي. واعتذرت إسرائيل للولايات المتحدة وفككت لاكام. ويحكم على بولارد بالسجن مدى الحياة.
* 1987 - احتجت بريطانيا لدى إسرائيل على ما وصفته لندن بأنه إساءة استخدام "سلطات إسرائيلية" لجوازات سفر بريطانية مزيفة وقالت بريطانيا إنها تلقت تأكيدات من إسرائيل بعدم تكرار هذا الأمر.
* 1991 - اعتقل أربعة إسرائيليين خلال محاولة على ما يبدو لوضع أجهزة تنصت في سفارة إيران بقبرص. وأفرج عنهم لعدم كفاية الأدلة.
* 1997 - ألقت السلطات الأردنية القبض على اثنين من أفراد الموساد بعد محاولة فاشلة لاغتيال خالد مشعل القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ويتم ترحيل الاثنين إلى إسرائيل بعدما أفرجت إسرائيل عن أحمد ياسين مؤسس حماس الذي كان مسجونا.
* 1998 - تم الكشف عن مجموعة من الإسرائيليين تحاول التصنت على هواتف شخص يشتبه بأنه من أعضاء حزب الله في سويسرا. وتصدر جلسة مغلقة لمحكمة قرارا بسجن إسرائيلي وصفته وسائل إعلام بأنه ضابط بالموساد مع وقف التنفيذ وإلزامه بدفع غرامة. وأفرج عن ثلاثة من زملائه.
- وفي قبرص اعتقل شخصان يشتبه بأنهما ضابطان في الموساد واتهما بالتجسس على منشآت عسكرية حساسة. ويطلق سراح الاثنين بعدما قضيا تسعة أشهر في السجن.
* 2004 - أصدرت محكمة في أوكلاند بنيوزيلندا قرارا بسجن إسرائيليين اثنين لمدة ستة شهور بعدما اعترفا بمحاولة الحصول على جواز سفر نيوزيلندي مزيف. واشتبهت ولنجتون بأن الإسرائيليين من الموساد فأوقفت علاقتها مع إسرائيل احتجاجا على هذا الأمر. وتعتذر إسرائيل لنيوزيلندا بعد ذلك بعام وتستأنف العلاقات بين البلدين.
* 2010 - قالت شرطة دولة الإمارات العربية المتحدة إنها أصدرت مذكرات اعتقال دولية بحق مشتبه بهم في مقتل المبحوح ومن بينهم أشخاص يحملون جوازات سفر ألمانية وبريطانية وفرنسية وأيرلندية. وتحتجز الإمارات أيضا فلسطينيين اثنين للاشتباه بتورطهما في الأمر.
ن المهام الرئيسة التي يُكلف بها عملاء الموساد تنفيذ مهمات خاصة تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، فقد خصص قادة الموساد وحدة خاصة تابعة له لغرض الاغتيال والقتل، حيث تقوم الوحدة بالتدريب مراراً على الهدف للوصول لعملية اغتيال ناجحة، حيث من أهم أهداف تأسيسها الردع والتخويف وإحباط النشاطات المعادية للكيان كهدف عام للموساد.